Read this article in English – lea este artículo en español – إقرأ هذه المقالة باللغة العربية
بيت لحم، فلسطين- يوم السبت الموافق 23 كانون أول، وقبل يوم واحد من ليلة الميلاد، حصل الأطفال في كل فلسطين على فرحة هذا الموسم وتشويقه، بعدما زارهم سانتا كلوز موزعاً الهدايا والحلويات في زيارة استثنائية ومميزة. ولكنها زيارة كادت أن لا تحصل… ففي يوم الجمعة الموافق 15 كانون أول، كانت المؤسسة تتحضر لتنفيذ احتفال الميلاد السنوي “مسرة الأطفال إلى بيت لحم” كجزء من برنامج “بيت لحم قلب الميلاد”. حيث يجلب الاحتفال، وكما في كل عام، مئات الأطفال المسيحيين والمسلمين من كافة أنحاء فلسطين، في مسيرة تعليمية للاماكن المقدسة في مدينة بيت لحم، وكذلك إقامة احتفال ميلادي استثنائي في أحد المراكز المجتمعية في مدينة بيت لحم. يهدف هذا البرنامج لتعزيز الفهم بالموروث الحضاري المسيحي الفلسطيني وتقوية التعايش الوطني المشترك.
ولكن، وبسبب الاضطرابات السياسية، وممارسات الاحتلال القمعية التي طالت الأطفال وخصوصاً تقييد الحركة عبر الحواجز المنتشرة، تم إلغاء العديد من احتفالات الميلاد في مدينة بيت لحم، وعلى إثره، اضطرت مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية لإلغاء مسيرة الأطفال الميلادية السنوية، لعدم مقدرتها على تامين سفر ما يزيد عن 450 طفل غلى بيت لحم بسبب هذه الظروف الصعبة، والطرق غير الآمنة.
وقررت المؤسسة بأن هذه الإجراءات التعسفية لن تثنينا ولن تحرم أطفال فلسطين فرحة العيد، وبهجة الابتسامة، لأننا متمسكون بالحياة كما قال الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش: “نحب الحياة ما استطعنا إليها سبيلاً”، وبأن كل الإجراءات التعسفية والظالمة والمؤلمة، تولد فينا المزيد من الإصرار بضرورة نشر المحبة والسلام كما علمنا السيد المسيح بميلاده في بيت لحم الفلسطينية.
وعلى الرغم من كل هذه الظروف، ولرغبة المؤسسة في عدم إلغاء هذه الفعالية برمتها، ولصعوبة وصول الأطفال إلى بيت لحم للاحتفال، أصرت المؤسسة على إيصال روح الميلاد والعيد من بيت لحم لكل الأطفال. وفي خلال اقل من أسبوع واحد، أعادت المؤسسة تنظيم الفعالية بتقسيمها إلى أربعة فعاليات منفصلة- في انجاز تطلب عمل وتناسق فريقاً متكاملاً من الموظفين والمتطوعين وأعضاء من المجتمع المحلي.
تم تنفيذ الفعاليات في مدينة بيرزيت، ومدينة جنين، ومدينة بيت لحم بمشاركة الأطفال من المناطق ذات الأقلية المسيحية مثل مدن جنين، الزبابدة، كفر قود، برقين، بيرزيت، بيت ساحور، بيت جالا وبيت لحم. قامت المؤسسة بعمل احتفالات وتوزيع الهدايا لما يزيد عن 450 طفل والعديد من المسنين خصوصاً من المناطق المهمشة والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والأيتام والمجموعات الكشفية والمجموعات الشبابية وغيرها.
ففي بيت لحم وبيرزيت، استمتع الأطفال باحتفالية تشاركية ضمت مسرحيات الميلاد، والالعاب المتنوعة والرسم على الوجوه بمشاركة المهرجين، وتوزيع الهدايا من سانتا كلوز. أما في جنين، فقد زار سانتا كلوز الأطفال في بيوتهم مقدما الهدايا للأطفال في مدينة جنين وباربعة قرى محيطة بها. وفي بيرزيت ايضاً، تضمن الاحتفال غداء العيد للمسنين في مركز بيرزيت الثقافي المجتمعي، والذي يضم المسنين من مدينة بيرزيت وجفنا والقرى المحيطة، بالاضافة إلى توزيع هدايا الميلاد عليهم.
وبالتعليق على الفعاليات، أورد السيد خضر حنضل أحد منسقي البرنامج: “لقد شعرنا بخيبة الأمل لاضطرارنا الغاء المسيرة الميلادية السنوية، ولكننا وجدنا في الصعوبات والتحديات ما يحفزنا لإبقاء روح الميلاد وجوهر المسيرة حياً على الرغم من تغيير البرنامج. لقد حصلنا على الدعم المعنوي من المتطوعين، والتجار، والمؤسسات المحلية والدولية، وبهذا شعرنا أننا بالحقيقة نعيش رسالة الميلاد – بالرغم من الصعوبات والتحديات، عندما نعمل معاً لخير الجماعة، فإن عملنا سيتحقق بنجاح. بإعتقادي، وحتى ولو لم تكن الفعاليات كما جرت عليه العادة سنوياً من حيث الشكل، غلا أن جوهرها بقي كما هو: جلب النور والأمل الذي يتجلى بميلاد المسيح لكل البشر”.
لقد تم دعم هذه الفعاليات بمساهمة سخية من …، وخدمات الإغاثة الكاثوليكية في بيت لحم والقدس، الكنائس في الولايات المتحدة الأمريكية، والمتبرعين المحليين ومن أنحاء العالم. وتتقدم المؤسسة بالشكر الجزيل لكل المتبرعين، ولكل من ساهم في إنجاز هذه الفعالية، ونخص بالذكر خريجي برنامج “إعرف تراثك” من المغتربين الفلسطينيين الذين ساهموا بشكل كبير في جمع التبرعات حول العالم.
وقد صرح السيد راتب ربيع، رئيس المؤسسة، بأنه وعلى الرغم من أن عيد الميلاد المجيد هو عيد ديني، إلا انه عيد وطني أيضاً وبامتياز؛ يحتفل به المسيحيون حول العالم، وكل الشعب الفلسطيني. وأضاف :”لقد ولد السيد المسيح له المجد في بيت لحم، في فلسطين، وانتشرت من هنا رسالته إلى كل بقاع الأرض. إن هذا الأمر يشكل لبنة أساسياً لالتزام مؤسسة الأراضي المقدسة المسيحية المسكونية باستمرار إقامة الاحتفال بعيد الميلاد، والتأكيد على رسالة ومعاني الميلاد، وخصوصاً بأن المسيحية انبثقت من بيت لحم، كرسالة سلام ومحبة وعدل. إن هذه القيم المسيحية والإنسانية، تمثل جوهر الهوية الفلسطينية، ورغم أن الفلسطينيين يعانون الويلات تحت نير الاحتلال، إلا أن هذه الرسالة لا تزال تمثل رسالة فلسطين والفلسطينيين”.
وقد تمنى السيد ربيع لأبناء الشعب الفلسطيني ولعموم المسيحيين حول العالم ميلاداً مجيدة وسنة جديدة سعيدة، تعيش فيها شعوب الأرض وعلى رأسهم الشعب الفلسطيني بأمان وسلام واستقرار وعدل وكرامة، وقد تحققت أمنياتنا بإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
إضغط على مدينة من المدن التالية لمشاهدة ألبوم الصور: